الثلاثاء، 23 يونيو 2015

الجزء 1: حذاري إخوتي في الله:


باسم الله الرحمان الرحيم: 
1

ما أعظم أن تكون ولدا لآدم ، وإبنا لنبي الله هذا عليه منك ومني ومن كل المومنين والمومنات كل السلام ..
وما أعظم أن أكون أخي في الله ونكون معا مخلوقين من الله تعالى ، وكائنين من هذا الرب العظيم الأعظم ، الذي فاق جماله كل تصور، ويفوق كماله كل خيال، بل وجلاله ما فوق كل إطلاق..
 
(فكل ما يخطر ببالك الله سبحانه وتعالى بخلاف ذلك) ..
 
فهو سبحانه وتعالى فوق كل قدرات فكري وفكرك، وليس هو حتى بالمطلق كما ضل جل الفلاسفة ، إذ هو خالق ورب كل المطلق ..ورب وخالق كل الوجود  ..
 ولا هو جل وعلا بموجود سبحانه ،بل هو واجد الوجود، وما الوجود إلا فعله، فكيف يسري عليه لا الوجود كموجود ولا الإطلاق كمطلق وهو واجدهما سبحانه ؟..
فما أعظمه سبحانه تعالى عنا وعن كل العوالم وكل العالمين ؟؟ وما أكمله وأجله رب كل الجلال وكل الجمال وكل الكمال ، رب وإله الإنس والجن ،وإله كل العوالم وكل العالمين: رب الملائكة والروح.
وما أعظمك يا إبن صفيه ويا خلية من نبيه عليه السلام، ويا مخلوقه سبحانه ..

ما أعظمك أصلا وخلقا يا أحسن تقويم ، وما أكرمك . 
(لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم)
(وكرمنا بني آدم)

بل وما أكملك إن حقا كنت عبده، وإن أنت حقا عرفته، وحقا فهمت حبيبه عليه كل الصلاة وكل السلام وكل التسليم :

ما أسماك  أخي بالله تعالى ثم بمحمد عليه كل الصلاة وكل السلام وكل التسليم ..

وما أعظمه من شرف.. وما أكرمه من تكريم ..بل وما أعظمها من عظمة .. 
فما أسماك وأسماني وأسمانا بالله يا إبن آدم يا مكرما بالله.
 فأنت من أكمل المخلوقات، بل وكمالك لا يضاهى إن صفوت لله حقا:
فمن علمك حتى باسم الدين أنك عبث وبأنك حقير مهين وبأن كل نقائصك طبعك؟
ومن أنساك أكرميتك بالله وكل حسنك وحسناتك بل وكل كمالك  وكل أصلك وهويتك ؟ 
ومن علمك الإحتقار والكره حتى لنفسك كأنك شيطان ؟
من علمك كل كرهك؟ 
وعلمك كره وإحتقار غيرك مهما كفر؟
بل وعلمك كره وإحتقار حتى المومنين مثلك ؟
من؟
من علمك أن تكون كبعض الكافرين وكل المعتدين الذين ( لا يرقبون في مومن إلا ولا ذمة ) لحد هدمنا وكل الأمة؟
بل ومن علمك أن تتكلم في الدين كنبي؟ وأن تحكم باسم الله كإله؟ وأنت لا تفقه حتى لغة دينك؟ بل ولا تتقن حتى خشوع صلواتك؟
إنه أولا جهلك بالله وبالإسلام وبنبيه وبالمومنين وبكل الناس ثم جهلك بك .. وإنها كل جهالتك أولا:
ولو عرفت نفسك وعرفت الله وفقهت قدر كل أهل (لا إله إلا الله) ومهما عصوا : لجمدت..
وما أخطر أن لا يعرف الجاهل بأنه جاهل..
والأدكى تعالم التلميذ وتفيقه المتعلم.
بل والأنكى طمس العقل باسم النقل ،وتربية المسلم على التقليد والشكل ، ودون قناعة فكر ولا تربية قلب..
ولهذا كان، بل وبهذا سيظل الإرهاب الدموي...
 والإرهاب الفكري أدهى وأمر...
فكم من عقل تعطل عن التفكير وسيتعطل ،وكم من قلب تبلد كل نبضه وسيتبلد ،وكم من روح جمدت كل شفافيتها وستتجمد باسم (لا فقه إلا فقه الصحابة وإجتهاد السلف)، و(لا إسلام إلا القرآن والسنة ؟
لكن بأي فهم يا تسلفي؟
بفهمك المباشر؟ أم بفهم الصحابة الذي لم يكن فهمهم واحدا بل وحدويا وقابلا للإختلاف، ومهما تعمقت الفتن؟.. 
فكفاكم كذبا على القرآن والسنة يا تسلفيين ،وإعترفوا ككبار فقهائكم الأجلاء رضي الله عنهم بأن الدين اليوم علوم متراكمة وآلاف من المجلدات والكتب القيمة وبأن إختصاصكم فقط العمل بالحديث وليس كل علم الحديث ولا كل السنة ولا كل القرآن؟
(أفتومنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض؟)
فالجهالة إخوتي في الله أول بل وأعتى شيطان؟؟
ولكن من مثلها لا يزال يكد جادا لينسيك أخي كل حقيقتك يا إنسان ويامكرم.. ومن لا يزال يجد كادا لينسيني كل نفسي وينسيك كلك، حتى تكون غيرك لا أنت .. وتتدين دون لب .. ويكونك هو من حيث لا تشعر، بل وتتباهى بالتدين جاهلا بجواهر الدين وحقائق اليقين، بل ومصرا على أن الإسلام حرام وحلال لا غير ناسيا بناء عقلك وفرض قوله تعالى  (إقرأ باسم ربك الذين خلق) وحديثه صلوات الله عليه ( أطلبوا العلم من المهد حتى اللحد)...
 وناسيا فقه قلبك وقوله تعالى : (لهم قلوب لا يفقهون بها ) وقوله صلوات الله عليه ( ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) بل وتاركا تزكية نفسك ومتناسيا كل قوله تعالى ( ونفس وما زكاها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها) إنه لب الدين أخي المومن وإنه كل بنائك وكل لبك الباطن وكل جوهرك ، ومهما تعالت الشكليات ومهما تفاخرت المظاهر فلا عبادة للحق بحق وعن حق دون عقل ودون قلب فروح ..
 فكن عقلا وكن قلبا وكن روحا وتعلم لها أولا لتكونك ، وإلا فلا إيمان لك مهما أسلمت: إنها عيون كل عبادتك لله، فإفتحها لتراك أولا وإلا فلا قرآن ولا سنة إن لم تصمت وتقر بأن كل بداية العلم أن لا تتكلم إلا بإذن ، وكل نهاياته إقرار العالم بجهله مهما علم، وبأن الله أعلى وأجل سبحانه وأسمى وأعلم : 
فكيف يا جاهلا بالله والدين وبقدر الناس ويا جاهلا بك تتعلمن ؟ فمن أنت أولا؟ من أنت؟
سؤال لا يجيب عنه كاملا حتى العلماء..
إنه الجهل أولا أخي المومن ، وإنه لأكبر الأعداء، بل وكفى به عدوا، فهو بوابة كل الظلمات  ..
والله نور والنبي نور والقرآن نور وكل الإسلام نور..
فمن أين أتتنا هاته الظلمات ؟
ومن أين أتت كل هاته التيارات الهدامة للحرث والنسل؟ والناسفة اليوم لكل العقل المسلم ولكل القلب المومن ولكل الروح الموقنة بل ولكل الأدب الإسلامي وكل حضارات الإسلام فكل الإسلام بل ولكل شيء ؟من أين أتت ؟ من أين ؟ :
هناك أخي المومن حرب ضروس شرسة ،فرضت عليك منذ كنت ذرة ، ولا زالت تسري عليك ككل المومنين والمومنات في خفاء وفي علن ، ومن عدو حقا عدوا، وعدو لا ككل الأعداء، بل ولا يقل عن جهالات كل الجهلاء .. بل وإنه لأمير كل أعدائك أخي المومن ، ولا يقل خطورة عن جهلنا بأمانتنا الربانية وجهلنا بنا : إنه هو : رأس كل أعداء الله والناس : نعم إنه هو:إبليس اللعين:
( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا)
و( لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء..)
ومن عدوه أخي المومن شيطان ؟ بل ومن أعداؤه ملايين الشياطين كيف يسهو ؟ وكيف يلهو ؟ 
أم كيف يغفل؟
سبحانك اللهم وبكل حمدك.

2

فما أخطرها من حرب إخوتي في الله: 
وإنما هي نصر فجنة ورضوان من الله أكبر ،وإما فهزيمة وجحيم دنيا وجهنم آخرة وغضب من الله أخطر..
فما أخطرها بنا وبنقصنا وبكل ضعفنا...
لكن وما أسهلها وما أيسرها بالله ربنا الرحمان الرحيم سبحانه وتعالى عنا وعن كل العوالم وكل العالمين..
فلا تخش في الله أحدا ولا شيئا ومهما تعددت نقائصك إن كنت مخلصا بحق للحق وعن حق:
  لأنك مكرم يا عبد الله ويا إبن صفي الله ويا مسلما لله وحده ، فما أكرمك بطاعته ...
 بل وما خلقت أصلا إلا للجنة ، ولخلدت أصلا فيها ودون دنيا لولا مكر إبليس ..
 فما أكرمنا عند الله إن حقا كنا مومنين ، وإن عن علم  ظللنا مومنين بحبيبه وخليله ،وإمام كل أنبيائه محمدنا عليه وعليهم كل السلام ، خير وأكرم خلق الله.. 
وما أدراك من الأنبياء عليهم السلام ؟
 وما أدراك من محمد عليه كل الصلاة وكل السلام حبيب الله الأول يا مومنا بالله؟..

فما أعظمه .. وما أعظمهم وأعظم كل المومنين مهما جهلوا قدرهم ..

ما أعظم الإيمان بالله، وما أعظمه بمحمد فكل الأنبياء عليهم السلام..:

بل وأحمد الله كل الحمد على جهل كل المومنين وعلى جهل كل المومنات بقدرهم عند الله تعالى ، فلو عرف بعض المومنين ولو عرفت بعض المومنات قدرهم عند الله لعبدوا أنفسهم وتألهوا من دون الله جنونا بسموهم..
فالحمد لله بكل محامده على جهلك بقدرك يا مومنا بالله، والحمد لله على جهلك بقدرك يا مومنة عند الله..
إذ ما أعظمنا من خلائف في الأرض إن خلصنا حقا لربنا ،  وصدقت قلوبنا وأرواحنا مع هذا الرب وهذا الإله العظيم الأعظم، ذي الأسماء الحسنى ،والصفات العلى، والأفعال المثلى سبحانه. رب كل المنتهات سبحانه.
وما أعظمنا من مخلوقات إن بقينا بالله وله وحده .. وما أجلنا من كائنات إن عرفنا قدرنا به.. وإن فقهنا بخسنا بنا ، وعلمنا كل نقصنا وضعفنا بأنفسنا .. 

فحافظنا علينا لنبقى على فطرتنا، دون أن  تمسخنا لا شياطين الإنس ولا أبالسة الجن .
فمسخ الباطن وللأسف يزداد سريانا في كل حياتنا اليوم..
ومسخ الظاهر اليوم يطفو جهارا.. 
بل ومن زمان وهذان المسخان في كل ملل الكفر وأمم الضلال وقبائل وقرى الجهالة يسريان في سر وصمت.. 
ومن زمان وكل الماسخين وكل الممسوخين ومهما تخفوا عن العامة ، ظاهرين لكل ذي بصيرة ، واليوم كالبارحة : 
ف :(اتقوا فراسة المومن فإنه يرى بنور الله)
و:( إتقوا فراسة المومن فإنها لا تخظئ)..

 سبحانك اللهم وبكل حمدك.
 3
وما أكثر وما أخطر من يريد مسخك أخي ومسخك أختي؟
 بل وما أكثر من لا يريدك أخي ولا يريدك أختي أن تبقيا أنتما .؟. 
بل وما أخطر من يسعى لتصيرا غيركما؟ ..
ومن كل وظيفته وكل مهام جنده إفسادنا وخراب كل العالمين كما يهذي لعنة الله عليه وعلى كل حزبه..
فكل مهمتهم وكل همهم إخوتي أن نصير شيئا آخر ..
أن نصير أي شيء غير الناس؟
كل همهم أن لا أبقى إخوتي وأن لا تبقى أخي وأن لا تبقين أختي وأن لا نبقى ناسا مهما بقينا كبشر أو كأشباه ناس....
ولقد تفوق وجنده من الإنس والجن لعنة الله عليهم أجمعين في كل مهمتهم هاته ضدنا ..
وبإمتياز وللأسف  . 
 سبحانك اللهم وبكل حمدك.
4
نعم لقد تفوقوا حتى صرنا كلنا حربا في حرب.. 
وحربا حتى ذواتنا..: فكل منا ينسف يوميا إنسانيته ويتبلد ويتجمد عقلا وقلبا وروحا وشعورا وعاطفة  كلما كبر عكس المومنين حقا : (الكمل كلما كبروا)..
لقد صرنا لا نحن ، وما بقى معظم الناس ناسا ولا حتى بشرا..
ولا زال الملاعين يحاولون تعميق  كل هذا المسخ الباطن والظاهر فينا.. 
فلم يعد كل بشري إنسانا منذ أن قتل قابيل أخاه هابيل عليه السلام، فقابيل أول ممسوخ من البشر ..
وإنما سمي الناس بشرا  لإختلافهم على الحيوانات ببشرتهم اللحمية لا غير ، بينما الإنسان فشيء آخر .. 
إنه شيء آخر غير الشكل والمال والجاه والمظهر وكل زخرف الدنيا وكل التبرج بها:
إنه شيء آخر غير كل هذا :
إنه فطرة الله التي فطر الناس عليها. 
 سبحانك اللهم وبكل حمدك.
5
 فالإنسان والإنسان فقط من حافظ  ولا زال يحافظ على سلامة فطرته وعلى كل صفاته السمية ، وكل خصائصه الإنسانية ...
ولا يحافظ عليها كاملة إلا الأنبياء عليهم السلام، ثم الأولياء قدس الله أسرارهم ..:
فما الإنسان الكامل بعد كل نبي إلا كل ولي .
ولهذا تنادي الملائكة كل من يدخل الجنة ب(يا ولي الله) لأن إنسانية كل المومنين ستكتمل في الجنة مع تفاوت في الكمال الإنساني .. والذي مهما رقى سيقى وضيعا أمام جلال وجمال وعلياء الكمال الإلهي : فتنزيه في تنزيه لله ، ولا مجال أبدا للتشبيه ولا للتشبه به سبحانه حتى عن خليليه جبريل ومحمد وكل الأنبياء وكل الكمل عليهم السلام .
بل والتخلق ببعض أسمائه الحسنى لا يعني التشبه بها كما ضل العديد من فلاسفة التصوف الذين أفرطوا حتى تألهوا... بل وما هي إلا أحوال عابرة عند صادقيهم لا مقامات ثابتة.. 
وما كل القول فيها إلا شطحات .. وما كل تفلسفها إلا رعونات..
فلا تشبيه لا تشبيه لا تشبيه..
وتنزيه أزلا وأبدا ودوما في تنزيه في تنزيه له سبحانه سبحانه سبحانه... 
 سبحانك اللهم وبكل حمدك.
6
فما أعظمه من  خالق حق علي أعلى ربنا رب كل الكمال سبحانه، وما أعظمنا به ..
وما أعظمك  يا صنع الله سبحانه إن بقيت أنت ، وإن ظللت على فطرتك ولم تتغير إلا نحو الحسن فالأحسن ...
وما أسعدنا وأفلحنا في الدنيا قبل الآخرة إن كملنا..
وما أعظمنا كلنا بالله ..ولكن ما أخسنا وما أحقرنا وكلنا بنا أو بسواه..
فلسنا إخوتي ولله الحمد سلعة من مصنع ، ولا رسوما من رسوم الدجال المتحركة أو البشرية ، ولا نحن ولله كل الحمد ركام لحوم وعظام ، ولا آبارشهوات ،ولا خلقا عبثا دون قبلة ولا وجهة ولا رسالة كما يظن كل آباء وأمهات الجهل ..  وكما يشقون فرحين.
فما نحن ولله الحمد بمصانع للأكل والشرب والراحة كما مسخوا وكما يحاولون مسخنا وإستدراجنا بكل شيطنة..  
ولكل شيطنة .. 
فما نحن بأقزام بطون وفروج ولذات سمع وأبصار كما صار جل البشر..
بل ولسنا فقط بشرا...
إنني ولله كل الحمد ،وإنك أخي وإنك أختي  ناسا ، نعم ناسا ، وما أعظمنا إن حافظنا على  إنسانيتنا هاته بعون الله وحمده..
 وما أخسنا وأحقرنا وأظلمنا  إن خسرنا حقيقتنا هاته ، وفقدنا جواهرنا، وصرت غيري، وصرت غيرك أخي ،وصرت غيرك أختي .. ما أحقرنا ..ما أحقرنا .. بل وما أشقانا دنيا وبرزخا وآخرة..ما أشقانا ..
 سبحانك اللهم وبكل حمدك.
7

فهل نحن سعداء حقا؟ أم أننا سعداء أوهام وأشقياء؟
بل وهل لا زلت أنا حقا؟ولا زلتما بحق أنتما أخي وأختي؟:
إنها ليست أسئلة فلسفية عابرة .. بل إنه تأمل مصيري.. بل  وفرض قرآني :
(وفي أنفسكم أفلا تبصرون؟)
فهل شاهدت نفسك ؟ 
وهل تأملتك؟ 
بل وهل عرفت من أنت؟ولا زلت أنت أنت؟ 
أم أنك قد فقدت حقيقتك؟
أسئلة سيرفضها كل بسطاء التفكير وكل سطحيي التدين ككل الدنيويين ...
إذ من البديهي :
أن ليس كل من له مخ له عقل 
وأن ليس كل ذي عقل بذي قلب
وأن ليس كل بشر بإنسان .. 
وما كل مسلم بمومن ،
بل وما كل مسلم بمسلم: 
فالحقيقة أحيانا لا تكون الإعاء.
فلا يغرنك أخي ولا يغرك أختي علم ولا لطف ولا قوة ولا جمال ولا أسلوب حياة العديد من البشر .. ولا حتى تمظهر العديد من المتدينين..
 فالإنسان الحق ليس العالم ولا اللطيف ولا القوي ولا الجميل، ولا  الفنان اللبق في أسلوبه، ولا أي نظيف في مظهره ومسكنه ومركبه .. ولا كل فرح أو فخور بحياته.. 
ولا هو حتى ذاك المسلم المثالي في أعين العديد من البشر.
إن الإنسان الحق إخوتي فوق ذلك... إنه متعدد الأبعاد ..
 بل ولا حصر لكمالاته بالله ، وإنسانيته وإسلامه كلهما في حكمة عقله وفقه قلبه وشفافية روحه أولا .. قبل جمال وجلال مظهره
وقبل حسن سمته وإسلامية لباسه :
وليس لباس الجزيرة العربية في العصر النبوي وحده الحلال كما يظن البعض: 
(قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق؟)
بل وحذاري إن الله تعالى قد نبه حتى حبيبه المصطفى عليه الصلاة والسلام بقوله:
( يا أيها النبيء لم تحرم ما أحل الله ..؟)
ففقه التحريم وفتنة التكفير من أعتى كوارثنا اليوم...
فلا يغرنكم إخوتي في الله أي شكل ولا أي مظهر :
سبحانك اللهم وبكل حمدك. 
8
فالعديد من الحيوانات ألطف وأقوى وأجمل منا . 
والعديد من الشياطين أعلم منا ..
بل ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا وهو ألذ الخصام)..
 فلا يغرنكم ظاهر الدنيا ولا ظاهر التدين..
ولا يعرف باطنهما إلا مومن ، إذ قال الله تعالى عن الكفار :
( يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون)
وقال عنهم سبحانه :( بل إدارك علمهم في الآخرة)
فلا يغرنك أخي ولا يغرنك أختي الغنى ولا العلم ولا اللطف ولا القوة ولا أي مظهر أو كمال بشري : 
فالكمال الإنساني فوق كل هذا وما هو بالكمال البشري فحسب..
بل وما كل عالم وقوي ،ولا كل لطيف جميل نظيف لبق... ولا حتى كل مسلم بإنسان :
فالله سبحانه وتعالى قال عن العديد من البشر :
 ( وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم)
وقال عن أكثرنا: ( هم كالأنعام بل هم أضل )..
بل ولقد إستكلب كل كافر بقوله :
( مثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث وإن تتركه يلهث)
وإستحمر كل اليهود بقوله:
(مثل الذين حملوا التورات ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا)
بل والمنافقون في الإسلام أخسى وأحط وأشر:
(إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار)
وقد كان حتى من صحابة النبي عليه الصلاة والسلام منافقون..
فحذاري..
ولكن دع عنك وزن الناس وكل موازينهم ،ولا تكثرت بوزنهم لا لك ولا لغيرك ، فما الميزان الحق إلا ميزان القيامة ، فلا يغرنك صالح عملك مهما خلص، ولا ينفخنك الشيطان بمدح غيرك لك ، ولا تأمن مكر الله قبل خاتمتك وخاتمتنا السعيدة اللهم بك يا رباه.
( لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون)
فالعديد من البشر قرآنيا مجرد بهائم مهما رقى شكلها ، وسلس كلامها، ومهما تعددت معارفها ،وإزينت حياتها ،ومهما بهرت  العالم .. 
وأشرها منافقوا الأمة... 
فلا يغرنك ظاهر الدنيا، ولا ظاهر الدين..
ودع ميزانك ولا تزك نفسك أو تزك غيرك :
(ولا تزكوا أنفسكم) ..
دع عنك وزنك وميزانك .. فليسا بميزان ولا وزن القيامة . 
ولا تأمن لا مكر الله ولا كيد نفسك بك . 
فعدوك الأول أنت ، وعدوي الأعظم أنا: أولا. 
 سبحانك اللهم وبكل حمدك.
 9
فلا تبهرنكم إخوتي في الله مظاهر الحياة البشرية ،مهما ثقلت موازينها لأن معظمها سراب، ولأن الحياة الإنسانية الحقة أرقى وأسمى وأطهر وأسعد وأعلى ، فلا يبهرنكم السراب مهما تبرج..:
فالدنيا دون يقين ضنك  ..
والسعيد بغير الله شقي مهما فرح..
وظاهر الدين دون باطنه ضلال.. 
وما كل مسلم بمومن..
وما كل بشر بإنسان:
الحياة الإنسانية الحقة إخوتي في الله صفاء أولا .. 
ومهما كانت الكدرات ..
 والحياة الإنسانية الحقة إخوتي في الله سعادة كلها.. ومهما قويت عوائقها وتقوت علائقها.
والحياة الإنسانية الحقة إخوتي في الله كلها كمال نحو كمال .. 
وكلها حرية مهما تعددت القيود ..
ومهما كثر المستعبدون ..
ومهما مكر الماسخون والممسوخون ..
الحياة الإنسانية كلها أخي وكلها أختي في حفاظنا علينا..
 نعم في حفاطي علي وحفاظك عليك أخي وحفاظك عليك أختي فقط ..
نعم في حفاظنا علينا وعلينا فقط كل سعادتنا :
في (حفاظنا على  فطرتنا سالمة سليمة) اللهم سلم اللهم سلم اللهم سلم : دعاء كل الأنبياء عليهم السلام يوم القيامة.
نعم في هذا وحده .. وفي هذا فقط: الدود عن فطرتنا لتسلم.
ويكفي لكل هذا ،ومهما عظمت رسالتنا الربانية هاته يكفينا :
( صبر بالله جميل ) 
نعم فقط صبر بالله علينا منا كي لا نمسخ.
 سبحانك اللهم وبكل حمدك.
10
فهناك العديد من الأعداء ،بل وهناك ركام من العلائق، وأطنان من العوائق، وآلاف من المغريات بل وملايين من التكاثرات  التي ستبقى دوما تغرينا لتفسدنا وكل دنيانا والكون..
وما جاء الإسلام وما بعث كل الرسل عليهم السلام إلا من أجل هذا :  
 لإنقادنا من كل هذا الشتات ، ومن كل بهيميتنا هاته ، وللحفاظ على إنسانيتنا كاملة ،ولتقينا كل هذا المسخ ومن كل هذا الدجل البين اليوم جهارا.....
فحذاري إنك  أخي وإنك أختي في الله ومن الأب آدم بين عالمين لا ثالث لهما:
إما في عالم للمثل والفضائل والمكارم والأخلاق والقيم فالحقائق : ثم النعيم ؟
وإما في عالم للفساد والبواطل فالجحيم مهما تبرجت مظاهره ، ومهما كثرت أفراحه ، ومهما علا أهله وسحرتنا مفاخره؟ 
فالسعادة إخوتي ليست هي الفرح.. ولا هي في اللم والجم والكم،ولا هي في التكاثر والتفاخر ، بل ولا هي في التسلي بكل هستيريات اللهو والزهو ، بل ولا في لذيذ الطعام ولا هني المنام، ولا في كل زينة الدنيا مهما سكنت راحاتها ، ومهما تفسحت رحابها وتعدد نعيمها...
 بل والراحة وكل اللذات بدورها كالفرح إخوتي في الله ليست هي السعادة.. وما السعادة بكل الدنيا إلا سراب ، وسيعظم جحيمه أكثر فأكثر على كل حزب الشيطان مهما علوا....
وحزب الشيطان كله حزب واحد وملة الكفر كلها ملة واحدة..
 سبحانك اللهم وبكل حمدك.
11
فما السعادة الحقة إخوتي في الله؟ 
(وكيف تسعد أخي؟
وكيف تسعدين أختي؟):
ومهما كانت الظروف وقست الشدائد.. 

وكيف نحافظ  على فطرتنا ؟
أو كيف نبقى أحرارا كما ولدنا؟
بل وكيف نحيا جنة المثل لا جحيم السراب؟
أو بكل إجمال:
(كيف أبقى إنسانا؟
وكيف تبقى أخي إنسانا؟
وكيف تبقين أختي إنسانة ؟
 وكيف نبقى ناسا بحق وعن حق؟
وكيف نبقى نحن حقا ولا يمتطينا غيرنا؟):
 بل ومن الإنسان الكامل؟ ومن هو الإنسان الحق؟
 سبحانك اللهم وبكل حمدك.
12
إنه موضوع هذه السلسلة التي أهديها أولا لكل مومن ولكل مومنة بحق، وليس لكل البشر ولا لكل المسلمين..:
 فللأسف ليس كل المسلمين بمومنين :
(قالت الأعراب آمنا قل لم تومنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم )
وما كل الدكور ولا كل الإناث ولا حتى كل المسلمين رجالا :
فالله سبحانه وتعالى  قال ( من المومنين رجال):
فالإيمان إدن شرط في الرجولة ،والرجولة من أعلى مراتب الإنسانية ، وليست الدكورة بشرط فيها كما يظن البعض ، فهي للإناث كما للدكور معا، وسواء بسواء..
ولهذا صار من أخطر بروتوكولات سفهاء صهيون علينا:
 (القضاء على كل صفات الرجولة في  العالم، وعلى الرجل المسلم أولا)..
لأنها من أقوى أسلحة الله سبحانه وتعالى ضدهم، بل ومن أقوى مكارم الإيمان حتى ضد إلههم الخفي وسيد كل مخططاتهم إبليس الملعون ..:
فهل سنحافظ أخي المومن وأختي المومنة على رجولتنا.؟.
بل وهل سنحافظ قبل هذا على فطرة الله التي فطرنا الله عليها سبحانه وعلى الدين القيم لا الشكلي كما قال الله تعالى :
 (فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله 
ذلك الدين القيم)؟
هل سنحافظ على إنسانيتنا والدين القيم ؟ 
وهل سنبقى حقا أناسا ولا نمسخ؟:
الخطب عظيم أخي وأختي في الله
فنحن نمر من حقبة المسخ النسبي لحقبة المسخ الكامل للإنسانية وإلى حقبة التحكم الكامل للشياطين في عالم الكفر ,, بل وبداية العلامات الكبرى للقيامة، بل والأبالسة بدأوا إنتقامهم  المباشر من كل الكافرين ولم يشعروا .. وسيشردونهم شر مشرد مهما توهموا النعيم في جحيمهم الشيطاني هذا..:
 ففي المستقبل القريب سيبدأ بل ولقد بدأ المسخ الكامل لكل الشيطانيين من الإنس معنى وصورة .. وبدأت التعاسة الواضحة على أعداء الله تعالى.. وتأمل وجوه كل عبدة الشيطان ووجوه اليهود بعد شبابهم مباشرة تر العجب.. وما هي إلا البداية أخوتي في الله اللهم سلم قلوبنا من الرياء وأعمالنا من النفاق ووجوهنا من كل مسخ..
بل وفي المستقبل القريب : لن يسعد إلا كل مومن حق ، إذ من قواعد الكون العلمية الحديثة  : (إن الكون صار يتبرمج على العقل الباطن للإنسان) ، فلقد مضى زمن الغموض ، ومضت عصور إمكانية إزدواجية الظاهر والباطن .. 
بل وقريبا :
لن تبقى السعادة حتى بمظاهرها الدنيوية إلا للمومنين .. وللمومنين حقا لا غير.
وستعصف التعاسات كل التعاسات على من ستستحوذ على بواطنهم الشياطين.. وتصير الأبالسة هي عقول بواطنهم:
فتأمل هاته الحقيقة : إن خطبها جلل..
بل وحتى جمال الصورة سيكسف عند كل كافر ، ولن يتجلى مستقبلا لا جمال الصورة ولا نورانية الوجه إلا في مومن أو مومنة ..:
سيصير إخوتي في الله كل الباطن هو كل الظاهر.. ولن يستطيع قريبا المنافقون النفاق .. 
الكل سيظهر على حقيقته كما بدأنا نرى ونلمس : 
(المومن مومنا والكافر كافرا ) :
وإنها لمن الممهدات لعلامات الساعة الكبرى كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم...
فحذاري إننا نمر نحو عصر رهيب:
سيبقى فيه الإنسان الحق إنسانا مومنا بقلب وعقل وروح ..
ويصير فيه كل عدو لله بشرا شيطانا ،يسكنه قرينه ويمسخه حتى شكلا وصورة:
فحذاري إن حكومة العالم الصهيوصليماسونية والبوهيمية الخفية قد بدأت في تربية كل العالم على اللاعلم واللاأخلاق وعلى اللاقلب واللاروح، وإن الشياطين بدأت تبرمج كل الكفار على هياكل مستقبلية لها لحكم كل الأرض مباشرة كما صاروا يدعون اليوم ونرى جهارا في العديد من الأفلام وحتى في سلسلات الأطفال...
فحذاري : من اليوم إما جنة إيمان هنا وفي الآخرة.
وإما جحيم كفر هنا فهناك..
فلا سعادة حقة من اليوم إلا للمومنين والمومنات ما صدقوا .. 
فحذاري حذاري والحزم الحزم إننا في آخر الزمان ، ولقد صرنا نقترب بسرعة الضوء من علامات القيامة الكبرى ، أما الصغرى فكلها قد ظهرت .. 
فحذاري يا أبناء نبي الله عليه السلام ، ويا خلائف الله ويا أحباب محمد عليه الصلاة والسلام ،حذاري إخوتي: 
 سبحانك اللهم وبكل حمدك.
12
إنها مواضيع هاته السلسلة التي قسمتها لهاته المقدمة ، ثم لهاته الأجزاء  :
أولا : صفات الإنسان الفطرية .
ثانيا :من صفات البهائم
ثالثا :  التيارات اللاإنسانية
رابعا : أعداء الله والناس
خامسا: الشيطان البشري
سادسا : هل أنت سعيد؟
سابعا: هل أنت حر؟
ثامنا : من خصائص الكمال الإنساني
1 العقل الكام ل3مراتب
2 الروح الشفافة
3 القلب الأبيض
4 الخيال الحي
5 الجسم القوي
6 العلاقات السمية
7 العلاقات الدنيوية
8 عالم المثل
9 الحقيقة اللامادية للدنيا
10 المعاملة الإنسانية الحقة
سابعا : هل أنا عاقل؟
ثامنا : هل قلبي أبيض؟
تاسعا : ألا زلت روحا؟القبور المتحركة
عاشرا : هل أنا قوي؟
حادي عشر: ما علاقتي بالسماء؟
ثاني عشر : ما ولماذا كل معاملاتي؟
ثالث عشر :هل أنا حقا رجل؟
رابع عشر: هل أنا حقا إنسان؟
خامس عشر : حقيقة الحرية 
سادس عشر : حقيقة السعادة 
سابع عشر: هل مسأبقى إنسانا؟
ثامن عشر : بناء العقل وفقه القلب تفزكية النفس أو التربية الروحية
تاسع عشر: الإنسان الكامل أو الولي 
عشرون : الإنسان الأكمل أو الإنسان الحق
واحد وعشرون : كارثة التدين البسيط وآفة الفهم السطحي. 
ثاني وعشرون : ما هو الدين القيم؟
ثاني وعشرون: نحو حركية إنسانية .
ثالث وعشرون : من علامات القيامة الصغرى والكبرى
رابع وعشرون : إنسان الجنة
خامس وعشرون : ممسوخات جهنم
سادس وعشرون : حذاري منك وكن علي الهمة
سابع وعشرون : فقط لأهل الكمال
مسك الختم.
فسبحانك اللهم وبكل حمدك سبحانك يا رباه.
فاللهم كل صلاتك وكل سلامك وكل تسليمك 
على الحبيب محمد وعلى آله وصحبه.
فتابع كل  سلسلتنا هاته على :
 





2


3


4


5


6


7